بقلم: د عيساني محمد الطاهر
طبيب مختص في تشخيص الأمراض
عضوالمجلس الوطني لاخلاقيات الطب
rf.oohay@tdeminassia
الصيام من أقدم الوسائل القديمة جدا في التداوي بل هي طريقة تكاد تكون غريزية حتى لدى الحيوان المريض الذي ينقطع عن الأكل، فيميل الى الراحة حتى يلتئم حاله...
ومن المعروف ان الصيام اصبح في زمننا تقنية طبية وصحية بامتياز تعتمدها عيادات خاصة عالمية تقترح حميات خاصة واساليب تساعد كلها الجسم على التجدّد وطرح السموم... اذا مبدئيا الصيام وسيلة مثلى للصحة طبيا فهو من جهة يريح الجهاز الهضمي والجهاز الغددي من جهة ومن جهة اخرى هي فرصة للتخلص من الدهون المشبعة ناهيك عن الجذور الكيميائية الحرة والسموم وهي عملية تشبه الى حدّ بعيد عملية التنضيف التي نقوم بها للتخلص من النفايات...
حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «صوموا تصحوا» تؤكده دراسات اكاديمية متعدّدة وأبحاث رائدة كلها تصبّ في ان الصيام طريقة مثلى للتطبيب ومن فوائد صيام شهر رمضان الفضيل على الصحة على سبيل المثال لا الحصر:
أولا: التقليص من وطأة الآلام المزمنة المفصلية منها الوماتزم المتعدّد المفاصل منه النوع الريماتوويدي والالتهابات المعوية والشقيقة او ما يسمى بالصداع النصفي .
ثانيا: يساعد الصيام كثيرا على التكفّل بارتفاع ضغط الدم في شكله الأولي، حيث تثبت مؤشرات الضغط الى مستويات متدنية تتجاوز 80% من المرضى الذين يعانون من هذا المرض.
ثالثا: الضعف والضمور والتخلص من البدانة والسمنة خاصة أذا اعتمد الصائم على التغذية الصحية والنشاط الرياضي.
رابعا: الصيام يساعد كثيرا على تحسين نوعية النوم ناهيك على استرجاع الصفاء الذهني والقدرة المثلى على التركيز...
خامسا: يعتمد الطبّ الحديث في التكفّل الاستعجالي بالالتهاب الحاد للغدة المعثكلة (البنكرياس) على الصيام وهو ما يساعد كثيرا على الشفاء العاجل...
يبقى الصيام ممنوعا لدى شرائح قليلة من المجتمع، خاصة في حالات مرضية خاصة منها مرض السكرى المرتبط بالأنسلين والاضطرابات القلبية والضعف في التغذية والقصور الكلوي ناهيك عن الأمراض العقلية...
